يوضح لنا دكتور وائل صفوت استشارى أمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد فوائد الصيام، حيث يقول:
إن الغذاء يعد من أهم الجوانب فى الصيام، فالصائم يبتعد عن الطعام والشراب لساعات طويلة، مما يعطى المعدة والأمعاء راحة كبيرة من عمل مستمر دام لأحد عشر شهراً فى السنة.
كما يعتبر الصيام فرصة كبيرة للجسم لإعادة ترتيب عملياته نحو التكامل البيولوجى، حيث يساعد الجسم على التخلص من الأضرار السامة للأغذية والأطعمة التى يتناولها الإنسان دون النظر إلى ضررها أو فوائدها.
وعن طريقة تناول الغذاء خاصة عند الإفطار تنصح مجلة يابانية مختصة بأمراض الأمعاء بضرورة الابتعاد عن المأكولات التى تحتوى على السكر الأبيض، بالإضافة إلى تناول الصائمين لها زيادة كبيرة مع الاعتدال فى تناول الشاى والقهوة والمنبهات.
إضافة إلى التقليل من الدهون الحيوانية والمعجنات واللحوم الحمراء التى تؤدى إلى أمراض كثيرة ليكون الصوم فى النهاية صحة وعافية وليس مرضاً وأوجاعاً.
ويشير دكتور وائل إلى أن الفكرة تعتمد على خاصية كيميائية تحدث للجسم أثناء الصيام يطلق عليها التآكل الذاتى، فعندما يصاب الإنسان بالمرض يحدث له انخفاض فى معدل العمليات الحيوية وينخفض أيضا نشاط الغدد وتقل كفاءة الأعضاء، فلا يستطيع الجسم التخلص من السموم والمخلفات الضارة به وقد تترسب فى الأنسجة مسببة التسمم الغذائى.
فعلى سبيل المثال عند ارتفاع ضغط الدم تترسب الدهنيات الضارة بجدران الشرايين والشعيرات الدموية، ويؤدى ذلك إلى إعاقة مسار الدم بها ولا تقف أجهزة الجسم عاجزة عن التخلص من هذه السموم والمخلفات، ولكنها فقط تحتاج إلى فرصة أو راحة لتستطيع التخلص منها وهذه الفرصة يعطيها الفرد لجسمه عن طريق الصيام.
فخلال هذه الفترة يبدأ الجسم فى حرق وهضم أنسجة الجسم بحساب وتدبير فيقوم بحرق المواد الضارة التى لا يحتاجها أو الأنسجة المريضة والتالفة والأقل أهمية لاقتصاد الجسم، مثل الأنسجة السرطانية والخراريج والدهون المتراكمة، ويحدث نتيجة لذلك عملية تنقية أو تنظيف للجسم أما الأعضاء الحيوية فتبقى كما هى.
ويؤكد دكتور وائل إلى أن فترة الصيام تزيد كفاءة الأعضاء المختصة بتخليص الجسم من الرواسب والفضلات مثل الرئتين والكليتين والجلد، وتزيد خلاله كمية الفضلات التى تخرج من الجسم.
كما أن الصيام يعطى أيضا راحة أو إجازة لأعضاء الهضم فتصبح بعد انتهاء فترة الصيام أكثر نشاطا وفاعلية فتتحسن عملية الهضم وامتصاص الطعام والاستفادة من عناصره الغذائية.
كما ثبت علميا أن الصيام يعمل على تنشيط وظائف الجهاز العصبى ويحسن القوى العضلية، كما أنه يحافظ على التوازن الكيميائى للهرمونات وفق المعدل الطبيعى، ومن هنا نجد أن الصيام يمثل منفعة صحية للشخص العادى، أما فى حالة الإصابة بالأمراض فيجب معاودة الطبيب لبيان إمكانية الصوم من عدمه وتعديل مواعيد الأدوية لتناسب الشهر الكريم.
الكاتب: فاطمة إمام